بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني أخواتي/
توقفت كثيراً عند حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-:"المنيت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى" ولم أفهم معناه حينها فبحثت على الشبكة لأجد تفسيره
وحينها وقفت امامه عاجزاً مستغرباأ من فصاحته وبلاغته وإليكم الشرح:
وفي شرح الشيخ ابن جبير لحديث إن الدين يسر عند قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة)) قال: ((فإن المُنْبَتَّ لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى)).
المنبت: هو الذي يواصل السير مواصلة مستمرة، ثم يكون من آثار مواصلته أنه يسير مثلا خمسة أيام ما أراح نفسه ولا أراح جمله. ففي هذه الخمسة قد يسير ويقطع، يقطع مسيرة خمسة عشر يومًا في خمسة أيام، ثم يبرك به جمله ويهزل وينقطع به، فينقطع في برية يعني صحراء، فلا هو الذي رفق ببعيره حتى يوصله ولو بعد عشرين يومًا، ولا هو الذي قطع الأرض كلها، بل برك به بعيره في برية؛ وذلك لأنه كلف نفسه، وكلف بعيره فسار عليه حتى أهزله.
هذا يسمى المنبت؛ لا أرضا قطع لا قطع الأرض كلها التي هي مسيرة شهر، ولا أبقى ظهره؛ يعني: رفق بظهره أي: ببعيره الذي يركب على ظهره. تسمى الرواحل ظهرا. أما إذا سار برفق؛ فإنه يصل ولو بعد مدة طويلة.
انظروا كيف أوصل لنا الرسول معنى التسامح وعاقبة المتشدد
فسبحان الذي علم الرسول البلاغة ووهبه الفصاحة
ودمتم سالمين